بحر الوافر

كَأَنَّ مَنازِلي وَدِيارَ قَومي جَنوبُ قَناً وَرَوضاتِ الرُبابِ

جَلَبتُ الخَيلَ من أَكنافِ سَرجٍ إِلى أَهل الحواجز والكثيبِ بكل طُوالَةٍ شَطباءَ طرفٍ

عَفَت ذاتُ السَّلاسِلِ بعدَ سَلمى وحَومَلُ بعدَ عَهدِكَ والدَّخُولُ عَفَت وتَرَجَّزَ القَلَعُ السَواري

فُؤادٌ لا يُسَلّيهِ المُدامُ وَجِسمٌ لا يُفارِقُهُ السَقامُ وَأَجفانٌ تَبيتُ مُقَرَّحاتِ

تُعَنِّفُني زَبيبَةُ في المَلامِ عَلى الإِقدامِ في يَومِ الزَحامِ تَخافُ عَلَيَّ أَن أَلقى حِمامي

وَأَوصاني الحَريمُ بِعِزِّ جاري وَأَمنَعُهُ وَلَيسَ بِهِ اِمتِناعُ وَأَدفَعُ ضَيمَه وَأَذودُ عَنهُ

أَتاني طَيفُ عَبلَةَ في المَنامِ فَقَبَّلَني ثَلاثاً في اللَثامِ وَوَدَّعَني فَأَودَعَني لَهيباً

أَلا مَن لامَني إِلا صديقٌ فَلاقى صاحِباً كأَبي زِيادِ

أُحِبُّكِ يا ظَلومُ فَأَنتِ عِندي مَكانَ الروحِ مِن جَسَدِ الجَبانِ وَلَو أَنّي أَقولُ مَكانَ روحي

سَلي يا عَبلَةُ الجَبَلَينِ عَنّا وَما لاقَت بَنو الأَعجامِ مِنّا أَبَدنا جَمعَهُم لَمّا أَتَونا