عموديه

وَيلُ أُمِّ قَومٍ صَبَحناهُم مُسَوَّمَةً بَينَ الأَبارِقِ مِن شَيبانَ وَالأَكَمِ الأَقرَبينَ فَلَم تَنفَع قَرابَتُهُم

كَأَنَّ مَنازِلي وَدِيارَ قَومي جَنوبُ قَناً وَرَوضاتِ الرُبابِ

إذا ما مشى يتْبعنهُ عندَ خطْوهِ عيوناً مِراضاً طرْفُهنَّ روانِيا

جَلَبتُ الخَيلَ من أَكنافِ سَرجٍ إِلى أَهل الحواجز والكثيبِ بكل طُوالَةٍ شَطباءَ طرفٍ

لَو كانَ قَلبي مَعي ما اِختَرتُ غَيرُكُمُ وَلا رَضيتُ سِواكُم في الهَوى بَدَلا لَكِنَّهُ راغِبٌ في مَن يُعَذِّبُهُ

وَتَظَلُّ عَبلَةُ في الخُدورِ تَجُرُّها وَأَظَلُّ في حَلَقِ الحَديدِ المُبهَمِ يا عَبلَ لَو أَبصَرتِني لَرَأَيتِني

وَأَنتَ الَّذي كَلَّفتَني دَلَجَ السُرى وَجونُ القَطا بِالجَلهَتَينِ جُثومُ

سَأُضمِرُ وَجدي في فُؤادي وَأَكتُمُ وَأَسهَرُ لَيلي وَالعَواذِلُ نُوَّمُ وَأَطمَعُ مِن دَهري بِما لا أَنالُهُ

هَذِهِ نارُ عَبلَةٍ يا نَديمي قَد جَلَت ظُلمَةَ الظَلامِ البَهيمِ تَتَلَظّى وَمِثلُها في فُؤادي

أيجمل ما يؤتى إلى فتيانكم وأنتم رجال فيكم عدد النمل وتصبح تمشي في الدماء عفيرة