عموديه

أَتَزوَّدتَ من ضِياءِ البُدورِ لِليالٍ كثيفَةِ الدَيجورِ أَملَأتَ العَينَينِ من قَبلِ أَن يَد

ابنَ إِبراهيمَ طِب إِنّا وَإِن قد اِذَقناكَ جزاءَ الظالِمين لَكِرامٌ إن غَضِبنا رَدَّنا

ولمّا التَقَينا قَرَّبَ الشَوقُ جُهدهُ شَجِيَّينِ فاضا لَوعَة وَعِتابا كَأنَّ حَبيباً في خِلالِ حَبيبهِ

يا لِواءَ الحُسنِ أَحزابُ الهوى أَيقَظوا الفِتنةَ في ظلِّ اللِواءِ فَرَّفَتهُم في الهَوى ثاراتُهُم

يا فتاةَ الحيِّ قد أَذكَرتِنا نَضرةَ الرَوضِ وَمَيلَ الغُصُن أَيُّ لحنٍ تَرجَمَت تِلكَ الخُطا

تَزَوَّد منَ الأَقمارِ قبلَ أُفولِها لِظُلمَةِ أَيّامِ الفِراقِ وَطولِها فَرُبَّ وداعٍ يَنفَعُ المَرءِ بَعضُهُ

الرزق مقسوم وسعيك واجبٌ وعلى النفوس قضاؤها من بدئها والخير فيما اختار بك فاصطبر

يا أَيُّذا الفَيصَلُ المُزجى زَواجِرهُ صوبَ السَفينِ وَثَوبُ السَوسِ سَربَلَهُ أَشكوكَ كُوكَكَ كَي يَنفكَّ عن جَنفٍ

فُؤادي كما شاءَت لِحاظُ غزالي جريحٌ فما لِلعاذِلينَ ومالي وَدَمعي نَظيمٌ فوق خَدّي كأنَّني

لكَ الإمارةُ وَالأَقوامُ ما بَرِحَت بكلِّ عالي الذُرا في الكونِ تَأتَمِرُ لو لم تَرثها لما أَلقَت أَعِنَّتَها