عموديه

نَبيتُ منَ المُنى نَبني صُروحاً وَنَدعَمُها فَيَهدِمُها النَهارُ فَيَضحَكُ ساخراً منّا وُقوفاً

غاضَ ماءُ الحياءِ من كلِّ وجهٍ فغَدا كالِحَ الجَوانِبِ قَفرا وَتَفَشّى العُقوقُ في الناسِ حَتّى

أَبصرَ الثَعلبُ الغُرابَ على غُص نٍ نَضيرٍ في رَوضةٍ غنّاءِ وَرأى قطعةً بفيهِ منَ الجُب

يا دواةُ اجعَلي مدادَكِ ورداً لِوفودِ الأَقلامِ حيناً فحينا وَليَكُن كَالزَمانِ حالاً فحالا

إذا ما دَعا داعٍ إلى الشرِّ مرَّةً وَهزَّت رياحُ الحادِثاتِ قناتي ركِبتُ إليهِ الحلمَ خيرَ مطيَّةٍ

لَم يَدرِ طَعمَ العَيشِ شُب بانٌ ولم يُدرِكه شيبُ جهلٌ يُضِلُّ قوى الفَتى

ما أعجَبَ النيلَ ما أَبهى شَمائِلهُ في ضَفَّتَيهِ منَ الأَشجارِ أَدواحُ من جنَّةِ الخُلدِ فَيّاضٌ على تُرَعٍ

لا تَكِلني إلى الحوادثِ وانهَض بالذي يَقتَضي الإِخاءُ القَديمُ إنَّ سَعيَ العدا إذا لم يُلَقَّح

أَبَرقٌ يُتَوِّجُ هامَ الرُبا وَإِلّا فهاتيكَ نارُ القِرى كَأنَّ سناهُ عُيونٌ مِراضٌ

يا سَرحَةً بجوار الماءِ ناضِرةً سَقاكِ دمعي إذا لم يوفِ ساقيكِ عارٌ عَلَيكِ وَهذا الظِلُّ مُنتَشِرٌ