عموديه

أنت الذي علمتني يا سيدي برّ الصديق وتركتني في فتيةٍ

ربّاهُ صُغتَ فؤادي من الأسى والحنين ولم تشأ لضلوعي

وجنّ عليّ الليلُ حتى حسبتهُ جفاء كريمٍ أو رجاء لئيم

لا صبحتُ نهب الأسى والحزن لجسمٍ أقام وقلبٍ ظَعَن فيا ويحهم يزمعون الرحيل

تجمّل بالسماح ودع ملامي وكن عون المحب المستهامِ ففي أسيوط لو تدرى حبيب

ولَّى شبابك لم ننعم بنضرته ولم نفز من تمنينا بمأمولِ فما ادّكار عهود منك ما ظفرت

أردنا سؤالَ الدارِ عَمّن تحمّلوا فلم نَدرِ مِن فَرطِ البكا كيف نسأَل وهاج لنا الذكرى معاهدُ أصبحت

وماذا بمصرَ من المضحكاتِ سوى شيخِكَ العاشِقِ الأَشيبِ

غَلُظَت شِفاه الشيخ حتى ملا يبينُ ولا يرى فإذا مشى فكأنما

ضحكاتُ الشيبِ في الشعرِ لم تَدع في العيش من وَطَرِ هُنَّ رُسلُ الموتِ سائحةٌ