عموديه

يا أيها العالي الغفورُ الصفوح هل ترحم القمَّةُ ضَعف السُّفوح تاجُك في النور غريقٌ وفي

أيها الغائبُ العزيزُ النائي فَسدت ليلتي وضاع هنائي قَمَري أنتَ ليسَ لي منك بدٌّ

أيكون ذنبي أَن رفع تُك وارتفعتُ إلى السماء وعلى جناحك أو جنا

يا من بِواديه حَطَطتُ الرحال ورحَّبت بي وارفاتُ الظلال بذلت أقصى ما يكون القِرَى

إني على كاسي أُعيد السنين وأبعث الماضي البعيدَ الدفين وحدي وقد أقسمتُ لن تعرفي

نارٌ من الشوقِ إثرَ نار فلا هدوءٌ ولا قرار إنك لي مبدأ وَعَودٌ

مرت حياتي دون أمنيَة وتقلَّبت مَللا على ملل حتى لقيتك ذات أمسية

بِبرئك أضحت الدنيا تُسامى وأبدلت العبوس بالإبتسامِ فأنت وُقِيتَ لم تخصص بسقْم

أحبك فوق ما عشقت قلوبٌ ولا أدري الذي من بعد حبي وأعلم أن كُلِّي فيك فانٍ

قد نأى عني الذي يرحمُني والذي يفهمُ آلامي وروحي والذي أعبدُ منه غُرَّةً