عموديه

رَحَلتُ عَنكَ رَحيلَ المَرءِ عَن وَطَنِه وَرِحلَةَ السَكَنِ المُشتاقِ عَن سَكَنِه وَما تَباعَدتُ إِلّا أَنَّ مُستَتِراً

طَيفٌ لِعَلوَةَ ما يَنفَكُّ يَأتيني يَصبو إِلَيَّ عَلى بُعدٍ وَيُصبيني تَحِيَّةُ اللَهِ تُهدى وَالسَلامُ عَلى

لَبَّيتُ فيكِ الشَوقَ حينَ دَعاني وَعَصَيتُ نَهيَ الشَيبِ حينَ نَهاني وَزَعَمتِ أَنّي لَستُ أَصدُقُ في الَّذي

مَنٌّ مِنَ اللَهِ مَشكورٌ وَإِحسانُ وَنِعمَةٌ كُفرُها ظُلمٌ وَعُدوانُ بِالقَصرِ لا بِمَليكِ القَصرِ نازِلَةٌ

بَقيتَ مُسَلِّماً لِلمُسلِمينا وَعِشتَ خَليفَةً لِلَّهِ فينا فَقَد أَنسَيتَنا عَدلاً وَبَذلاً

أَرَّقَ العَينَ أَنَّ قُرَّةَ عَيني دَخَلَت بَينَهُ اللَيالي وَبَيني إِن يُقَدِّر لَنا الزَمانُ إِلتقاءً

البَيتُ مَبنِيٌّ عَلى أَركانِهِ وَالطِرفُ جارٍ في امتِدادِ عِنانِهِ ياعاذِلَ الحَسَنِ بنِ وَهبٍ في اللُهى

مَلَّنا أَم نَبا بِنا أَم جَفانا أَم قَلانا فَإِعتاضَ مِنّا سِوانا ساخِطٌ نَبتَغي رِضاهُ وَلا يَس

بِعَينِكَ لَوعَةُ القَلبِ الرَهينِ وَفَرطُ تَتابُعِ الدَمعِ الهَتونِ وَقَد أَصغَيتِ لِلواشينَ حَتّى

أَتُراهُ يَظُنُّني أَو يَراني ناسِياً عَهدَهُ الَّذي إِستَرعاني لا وَمَن مَدَّ غايَتي في هَواهُ