قافية الباء (ب)

لحقتُ الماخضين الشعرَ قبلي وإن أخلَوا من الزُّبد الوِطابا فقُل لمُقعقعٍ بِشِنان لفظٍ

لا تَطمَعَن فىَّ أرضٌ أن أُقيمَ بها فليس بيني وبين الأرضِ من نَسبِ حيثُ اغتربتُ فلى من عِفَّتى وَطَنٌ

ويا عَجَباً حتى النّسيمُ يخُونُنى ويُضرِمُ نيرانَ الأسى بِهُبوبِهِ تُحَمِّلُهُ سَلمَى إلينَا سلامَها

كأنّي وقد فاضَت سُيولُ مدامعى فشَبَّت حريقاً فى الحشَا والتَّرائبِ ذُبالَةُ قِنديلٍ تَعُومُ بمائها

ومُصفَرَّةٍ لا عن هوًى غيرَ أنّها تحوزُ صفاتِ المُستهامِ المُعذَّبِ شُجوناً وسُقماً واصطباراً وأَدمعاً

هو الدهرُ فانظر أىَّ قِرنٍ تُحارِبُه وقد دَهَمَتنَا دُهمُهُ وأشاهِبُه ليالٍ وأيّامٌ يُغَرُّ بها الورَى

أرى الدَّهر أغنى خَطْبُه عن خِطابه بوَعظٍ شفى ألبابَنا بلُبابه وجرَّد سيفاً في ذُباب مَطامعٍ

سِرُّ حَياةٍ وشَرُّ مَوتٍ حياةُ نَفسٍ وَمَوْتُ قلبِ حِزْبان مِن باطلٍ وحَقٍّ

أما تَراها كَخَوْدٍ أقبلَتْ بقِبا وغَيَّرَتْ زِيَّها خَوْفَاً من الرُّقبا تلَوَّنَتْ فَحَكَتْ في الحالتَيْن أبا

مَن كان مُرْتَدِياً بالعقل مُتَّزِراً بالعِلم مُلْتَفِعاً بالفضل والأدبِ فقد حوى شَرَفَ الدنيا وإن صَفِرَتْ