قافية القاف (ق)

مَن مُبلغُ النّائِي المقيمِ تَحيّةً مِن رَاحلٍ شَاكٍ جَوَى أشْوَاقِهِ لَهجٍ مع اليأْسِ المُبينِ بذكْرِه

أقولُ للعين في يومِ الفرَاقِ وقَد فَاضَتْ بدمعٍ على الخدّينِ مُسْتَبِقِ تَزوَّدِي اليومَ من تَوديعهم نظراً

رفقاً بقلب الصّبِّ رفقَا هُو دُونَكم بالبَيِنِ يَشْقَى لا تَحسَبَنْه يَاخ خليْ

ألف القلى وأجاب داعية النوى فَبُليتُ منه بِهِجرَةٍ وفرَاقِ والصّبُّ راحتُهُ البكاءُ ومُذْ نَأى

ولمّا وقفَنا للوَداعِ عَشيّةً وَطَرفي وقَلبي أدمعٌ وخُفُوقُ بكيتُ فأضحكتُ الوُشاةَ شَماتَةً

يا قلبُ كم يَستخفّكُ القَلقُ غَيرُ جميلٍ بمثلِك الخُرُقُ أكلُّ هَذا خوفَ الفِراقِ وهَل

مَاذَا يروعُكَ من وَجدي ومن قَلَقِي أمْ مَا يَرِيبُكَ من أجفَانِيَ الدّفُقِ هَنَاكَ بُرؤُك من دَائِي ومن سَقَمِي

لو أحْسنوا في مَلِكنَا أو أعتَقوا لَصَفَا لَهُم من وُدّنا ما رنَّقُوا مَلّكْتُهم رِقّي كما حكم الهوَى

للهِ ليلتُنا التي رَحُبَتْ لَنا فيها المسرّةُ في مجالٍ ضَيّقِ ما شَابَها لولا مَشِيبُ ظلامِها

وغَزالٍ في فيه راحٌ ودرُّ وعقيقٌ رطبٌ ومِسكٌ فتيقُ شَبَّهوا دُرَّ ثَغرِهِ بالأَقَاحِي