قافية الميم (م)

دَليلُ اِصطفاءِ اللّه للعبدِ علمهُ وتشريفُهُ أن يكشفَ الحقّ فهمهُ وَليسَت فنونُ العلمِ إلّا طرائق

أَيقرُّ جفنٌ ناعسٌ بمنامِ وَالكفرُ يرتعُ في حِمى الإسلامِ تَأبى الحَفيظةُ أَن يرى لَيثُ الشرى

مَولايَ إنّ كرامَ إسلامبول قد بَعثوا إِليّ بِرحلةٍ وقدومِ وَرَأوا كأنّ الدرسَ أتعبَ مِقولي

راعها منهُ صَمتُهُ ووجُومُهُ وشَجاها شُحُوبُهُ وسُهومُهْ فأَمَرَّتْ كَفًّا على شُعْرهِ العا

بالأَمسِ قَدْ كانتْ حَياتي كالسَّماءِ الباسِمَهْ واليومَ قَدْ أمسَتْ كأَعماقِ

إِذا صَغُرَتْ نفسُ الفتى كانَ شوقُهُ صغيراً فلم يتعبْ ولم يتجشَّمِ ومَنْ كانَ جبَّارَ المطامِعِ لم يَزَلْ

يا رفيقي وأَينَ أَنْتَ فَقَدْ أَعْمَتْ جُفوني عواصِفُ الأَيَّامِ ورمتْني بمَهْمَهٍ قاتِمٍ قفرٍ

بيتٌ بَنَتْهُ ليَ الحَيَاةُ من الشَّذَى والظِّلِّ والأَضواءِ والأَنغامِ بيتٌ من السِّحْرِ الجميلِ مشَيَّدٌ

تَرجو السَّعادَةَ يا قلبي ولو وُجِدَتْ في الكونِ لم يشتعلْ حُزْنٌ ولا أَلَمُ ولا استحالتْ حياةُ النَّاسِ أجمعُها

مَا قَدَّْسَ المثلَ الأَعلى وجمَّلَهُ في أَعيُنِ النَّاسِ إلاَّ أنَّهُ حُلُمُ ولو مَشَى فيهُمُ حيًّا لحطَّمَهُ