قصائد حزينه

تُرى من حَنيني كان شَجوَ الحَمائِمِ وَمن أَدمُعي كان اِستِقاءُ الغَمائِم فَلا غَروَ أَن أَنطَقتُ بِالشَجوِ صامِتاً

وَقَفتُ عَلى دارٍ لِميَّةَ غَيَّرَت مَعالِمَها هوجُ الرياحِ النَواسِف فَأَسبَلَتِ العَينانِ دَمعاً كأنهُ

خَليلَيَّ مُرّا بي عَلى الدارِ وَاِربَعا لِنَشعَبَ قَلباً بِالفِراقِ تَصَدَّعا وَإِن أَنتُما لَم تُسعِداني عَلى الأَسى

هَل لِعَهدٍ قَد مَضى وَالدَهرُ سَمحُ رَجعَةٌ يَوماً وَفي الأَيّامِ فَسحُ كَي أُداوي القَلبَ مِن بَرحِ الأَسى

هيَ الرُبوعُ فِقِف في عَرصَةِ الدارِ وَحَيِّها وَاِسقِها مِن دَمعِكَ الجاري مَعاهِدي وَلَيالي العُمرِ مَقمرَةٌ

رَبعٌ تَأَبَّدَ مِن شِبهِ المَها العينِ وَقَفتُ دَمعي عَلى أَطلالِهِ الجونِ إِنَّ الذين بِرَغمي عَنهُ قد رَحَلوا

أَهاجَ لَهُ ذِكرُ الحِمى وَمَرابِعُه لَجاجَةَ شَوقٍ ساعَدَتها مَدامِعُه فَباتَ بَليلَ الحَبيبِ مُضطَرِمَ الحَشا

أَرِقتُ لِبَرقٍ ناصِبٍ يَتَأَلَّقُ إِذا ما هَفا ظَلَّيتُ بِالدَمعِ أَشرَقُ إِذا ناضَ لَم أَملِك سَوابِقَ عَبرَةٍ

تَسَلَّيتُ إِذ بانَ الشَبابُ وَوَدَّعا وَأَصبَح فَودي بِالمَشيبِ مُرَوَّعا وَأَقصَرتُ عَن لَهوي وَجانَبتُ باطِلي

لآخرِ أمر المـرء تُفضي أَوائِلُـه و دهْرُكَ في الإدبار كُثر وسائلُهْ جَرَعتُ كؤوس الهمِّ حتى ألِفْتُها