قصائد رثاء

سأَلتُ المنجِّمَ عن رحلةٍ أُوَمِّلُ بَرّاً عليها وبَحرا فقال المنجم لي لا تَسِر

غدونا وطرفُ الليلِ وسنانُ غابرُ وقد نزل الأصابح والليل سائرُ بأجدلَ من حُمر الصقور مؤدَّب

قَد اغتَدي وَالليلُ في سوادِهِ لَم يُمكِن الجونَة مِن قيادِهِ برائحٍ يهتَزُّ في مقادِهِ

نُجَلّي ببازِيٍّ عيونَ ذَوي النُهى إليهِ لأبصار المَحاسنِ صُورُ مكان سوادِ العَينِ مِنهُ عَقيقةٌ

عَلى جَسرَةٍ لا يُدرِكُ الطَرفُ شأوَها إذا جَدَّ مِن نصِّ الوَجيفِ ذُمورُ مُوَثِّقَةٍ لَم تَنحَضِ البيدُ لَحمَها

ما جليدٌ يوم النوى بجليدِ بعدت والمزار غير بعيدِ خبَّرت عن ضميرها عبراتٌ

بانت سعادٌ وكانت بيضة البلد فقلت قد فارقت روحي من الجسد يا أكرَم الناس أخلاقاً وأوفرَهُم

والكَرمُ من كَرَمِ الطباع وفضلها والراحُ روح أَخي الغرام الجاهدِ وكذلك سُمِّيَتِ الشمولُ لجمعها

ومُدامةٍ لا يبتغي من رَبِّهِ أَحَدٌ حَباهُ بها لديه مزيدا في كأسها صُوَرٌ تُظَنُّ لحسنها

فلو شهد مقاماتي وأنديتي يَومَ الخصام وماءُ الموت يَطَّردُ في فتيةٍ لم يلاق الناسُ مذ وُجِدوا