قصائد رثاء

النَفسُ مِن فَقدِها حَرّى مُوَلَّهَةٌ لا في القُبورِ وَلا تَحيا مَعَ البَشَرِ اللَهُ أَصفى لَها وُدّي فَصَوَّرَها

خُذا مِن بُكاءٍ في المَنازِلِ أَو دَعا وَروحا عَلى لَومي بِهِنَّ أَوَ اَربَعا فَما أَنا بِالمُشتاقِ إِن قُلتُ أَسعِدا

تُرى اللَيلُ يَقضي عُقبَةً مِن هَزيعِهِ أَوِ الصُبحُ يَجلو غُرَّةً مِن صَديعِهِ أَوِ المَنزِلُ العافي يَرُدُّ أَنيسَهُ

قِفا في مَغاني الدارِ نَسأَل طُلولَها عَنِ الأُنَّسِ المَفقودِ كانوا حُلولَها مَتى أَجمَعَت سُعدى رَحيلاً فَإِنَّهُ

أَقَصرَ حُمَيدٍ لا عَزاءَ لِمُغرَمِ وَلا قَصرَ عَن دَمعٍ وَإِن كانَ مِن دَمِ أَفي كُلِّ عامٍ لا تَزالُ مُرَوَّعاً

أُنظُر إِلى العَلياءِ كَيفَ تُضامُ وَمَآتِمُ الأَحسابِ كَيفَ تُقامُ حُطَّت سُروجُ أَبي سَعيدٍ وَاِغتَدَت

يا قَبرَ يَحيى لا عَدِمتَ تَحِيَّةً مِن كُلِّ ذاتِ تَبَسُّمٍ وَتَرَنُّمِ فيمَ المَرامُ لِرَأيِ صاحِبِ هِمَّةٍ

قَد فَقَدنا الوَفاءَ فَقدَ الحَميمِ وَبَكَينا العُلا بُكاءَ الرُسومِ لا أَمَلُّ الزَمانَ ذَمّاً وَحَسَبي

عَزَمتُ عَلى المَنازِلِ أَن تُبينا وَإِن دِمَنٌ بَلينَ كَما بَلينا نُمَتَّعُ مِن تَداني مَن قَلينا

رَحَلتُ عَنكَ رَحيلَ المَرءِ عَن وَطَنِه وَرِحلَةَ السَكَنِ المُشتاقِ عَن سَكَنِه وَما تَباعَدتُ إِلّا أَنَّ مُستَتِراً