قصائد رومنسيه

مَتى ارْتَجَعْتَ مَواهِبَها الْكِرامُ وَهَلْ يَسْتَرْجِعُ الْغَيْثَ الْغَمامُ أَيَصْعَدُ عائِداً فِي السُّحْبِ قَطْرٌ

قَد كُنتُ عَبداً والهَوى مالِكِي فَصِرتُ حُرّاً والهَوى خَادمِي وَصِرتُ بِالوحدَةِ مُستأنِساً

سَقَمي في الحُبِّ عَافِيَتي وَوُجُودِي فِي الهَوَى عَدَمي وَعَذَابٌ تَرتَضُونَ بِهِ

تَرَكتُ هَوَى سَعدى وَلَيلى بِمَعزلٍ وَعُدتُ إلَى مَصحُوبِ أَوَّلَ مَنزِلِ غَزَلتُ لَهُم غَزلاً رَقِيقاً فَلَم أَجِد

سَمالَك العارِضُ الشَرقيُّ فائْتلقَا وواصَل الأُفُقَ المَهجورَ فاعْتنَقا وَبَشّرَ الرَّوضَ عنه وهْو مُبتَسِمٌ

وَلَيلَةَ أَيقَظَني مُعانِقي وَالبَدرُ قَد أَشرَقَ في المَشارِقِ وَقَد بَدَت في إِثرِهِ الثُرَيّا

إِذا اِعتَمَدَ المَرءُ لُقيا الهَوى وَبادَرَ بِالسَعيِ مِنهُ إِلَيهِ فَلا تَحرِصَنَّ عَلى نُصحِهِ

أَيا مَن نَخافُ عَلى قَدِّهِ إِذا هَزَّ عِطفَيهِ أَن يَنقَصِف مَرِضَت فَلَولا طَبيبُ الرَجا

أَما تَرى الأَبرَميسَ مُضطَرِبا كَأَنَّهُ قَلبُ عاشِقٍ رَجِفِ لَمّا رَأَتهُ المِياهُ مُرتَدعِداً

وَلَيلٍ جَلاهُ البَدرُ في ثَوبِ نورِهِ وَفي جيدِهِ عِقدُ الكَواكِبِ يَلمَعُ تَمَتَّعتُ فيهِ مِن غَزالٍ مُهَفهَفٍ