قصائد رومنسيه

ألا أيّها الطيرُ الموافي لقد أطلقتَ من فكري سَراحي تذكّرت الزمان وما دهاني

ألاَ سَقِّني بالمَلا الصَّحْصَحِ ونجمُ دجى الليل لم يَجْنَحِ ببِكرٍ من الرَّاح لم تُفْتَرَعْ

لو لم تَفحْ لم تُعْرَف الرَّاحُ لأنها في الكأس إصباحُ كأنها تَرْجَم عنها السَّنا

كأنّ البركة الغَنَّا إذا ما غدَتْ بالماء مفعمةً تموجُ وقد لاح الضُّحى مِرآةُ فَيْن

خليليّ قد ولَّى الظلامُ وهَمْلَجا وقد كاد وجهُ الصُّبح أن يتبلّجا فقوما إلى ساقِيكما فاهتِفا به

وراحٍ عليها كالجُمانِ المُدَحْرَجِ تلوح كماء الوجنة المتُضَرِّج ملأْنا بها بِيض الكئوسِ فأُقبلتْ

دَعْ مقال العَاذِلاتِ والهَ عن سَعْي السُّعاةِ واشَرِب الرَّاحَ وشُبْها

تمتَّعْ بالمَسَرَّةِ والشبابِ فقد بَرز الرَّبيع من الحجاب فحُّبك والزمانُ وأنت فيه

قد كنتُ أرْكَب في هواك مَسَاءتي فعْلَ المحبّ الصبّ بالمحبوبِ وأجود بالنّفس النفيسة جاهداً

حَسُنَتْ بك الأيّامُ حتى خِلتُها دُرّاً أضاء على ترائب كاعب فغدَتْ بك الأحداثُ غير صَوائبٍ