قصائد فراق

على أيّ لائمةٍ أربعُ وفي أيِّما سلوةٍ أطمعُ وقد أُخِذَ العهدُ يوم الرحيل

كم النوى قد جَزِع الصابرُ وقَنَط المهجورُ يا هاجرُ أأحمدَ البادون في عيشهم

صدَّتْ بنعمانَ على طول الصدَى دعها فليس كلُّ ماءٍ مَوردا لحاجةٍ أمسَّ من حاجاتها

عزفتُ فما أدرى الفتَى كيف يرغبُ وعفتُ فما أشكو القذَى كيف يُشربُ وروّضني لليأسِ هجرُ مَطامعي

هَبْ من زمانِكَ بعضَ الجِدّ للَّعبِ وأهجرْ إلى راحةٍ شيئاً من التعبِ ما كلُّ ما فات من حظٍّ بلَّيتُهُ

دواعي الهوى لك أن لا تجيبا هَجَرْنا تُقىً ما وَصَلْنا ذُنوبا قَفَوْنا غرورَك حتى أنجلتْ

سَأَلْتُ مَنْ شَفَّنِي هَواهُ وَمَنْ هَاجَرَني مُذ هَوِيتُهُ النَّوْمُ أَأَفْطَرَ النَّاسُ قالَ مُبْتَسِماً

بِذِمَامِ عَهْدِكَ في الهَوى أَتَذَمَّمُ يا مَنْ بِحُرْمَةِ وِدِّهِ أَتَحَرَّمُ أَسْلَمْتَنِي لِلْوَجْدِ في دَارِ الأَسى

ظالِمي في كُلِّ حَالِ عَاشِقٌ هَجْرَ وِصالِي تائِهٌ يَزْدادُ تِيهاً

جَعَلوا الحَجَّ حُجَّةً لِلْفِراقِ وَاسْتَحَلّوا خِيانَةَ المِيثاقِ دُونَ تِلْكَ الجِمالِ لَوْ قَدْ أَقامُوا