قصائد هجاء

سَأَترُكُ هَذا البابَ مادامَ إِذنُهُ كَعَهدي بِهِ حَتّى يَخِفَّ قَليلا وَما خابَ مَن لَم يَأَتِهِ مُتَعَمِّداً

وَما يَبلُغُ الإِنعامُ في النَفعِ غايَةً عَلى المَرءِ إِلّا مَبلَغُ الشُكرِ أَفضَلُ وَما بَلَغَت أَيدي المُنيلينَ بَسطَةً

دَعِ الرِياءَ لِمَن لَجَّ الرِياءُ بِهِ في الأَمرِ بِالبَذلِ وَاِذكُر ذِلَّةَ العَدَمِ وَمُت عَلى الدِرهَمِ المَنقوشِ مَوتَ فَتىً

بخِلتُ وَلَيسَ البُخلُ مِنّي سَجِيَّةً وَلَكِن رَأَيتُ الفَقرَ شَرَّ سَبيلِ لَمَوتُ الفَتى خَيرٌ مِنَ البُخلِ لِلفَتى

يا أَيُّها المُتعِبُ بزل الجِمال وَطالب الحاجاتِ مِن ذي النَوال لا تَحسَبَنَّ المَوتَ مَوتَ البِلى

لا تُتبِعِ الدُنيا وَأَيّامَها ذَمّاً وَإِن دارَت بِكَ الدائِرَه مِن شَرَفِ الدُنيا وَمِن فَضلِها

قائِدُ الغَفلَةِ الأَمَل وَالهَوى قائِدُ الزَلَل قَتَلَ الجَهلُ أَهلَهُ

اِبيَضَّ مِنّي الرَأسُ بَعدَ سَوادِهِ وَدعا المَشيبُ شَبيبَتي لِنَفادِ وَاِستُحصِدَ القَومُ الَّذي أَنا مِنهُمُ

مَضى أَمسُكَ الماضي شَهيداً مُعَدَّلاً وَأَعقَبَهُ يَومٌ عَلَيكَ جَديدُ فَإن كُنتَ بِالأَمسِ اِقتَرَفتَ إِساءةً

اِشتَعَلَ الشَيبُ فَأَفنَيتُهُ وَكلَّ مِقراضي فَأَعتَقتُهُ كُنتُ إِذا اِستَقصَيتُ قَصّي لَهُ