نثريه

كنتُ أمشي ، وأبي ، في غابةِ النخلِ وأحسستُ أبي يرفعُني بين ذراعَيهِ : لقد كنتُ خفيفاً

? والآنْ تبدأُ أيّـامُ الآحادِ تطولُ كأيامِ الأعيادِ وراءَ القضبــان؛

يا صوتَ البحرِ الخافتَ يا وشوشةً ، وهسيساً ، وحشائشَ فيروزاً وأغانيَ بَـحّـارٍ أعمى

ينفتحُ الشــاطيءُ كالحدوةِ ? من أعلى التلّ تطلُّ كنيســةُ بَـحّــارةْ ويطلُّ الـموتى ، وشــواهدُهم في أيديهــم ، يستافونَ…

لليوم الثالثِ لم أتناولْ قهوةَ صُـبحٍ ؛ ليس لأني لا أعرفُ كيف أُعِــدُّ القهوةَ

قال لي آنَ كانت رياحُ الخريف تتناوحُ بين التلالِ المحيطةِ : هل نحن ، ياصاحبي ، صخرتان ؟

شمسُ الضحى تملأُ العشبَ الفتيَّ ، وفي القواربِ اصّاعَدَتْ تلكَ الوشائعُ أشتاتاً وأبخرةً من المـواقدِ ؛

في الضواحي عندما تلمسُ أولى قطراتِ المطرِ ، الأشجارَ والقرميدُ يغدو ، فجأةً ، أسودَ جوزيّاً

من أين رائحةُ القرنفلِ ؟ شَعرُها ؟ أم إبطُها ؟

ســاعِــدْني ، يا ربَّ الفَـلَـواتِ ، على نفسي ســاءَ الماءُ فلا أشــربُــهُ ، ســاءَ هواءُ الحانِ فلا أتنفّـسُــهُ