حانة الأقدار

حانةُ الأقدارْ .. عربدَتْ فيها .. لياليها .. ودار النورْ .. والهوى صاحِ

هذه الأزهارْ .. كيف تسقيها .. وساقيها .. بها مخمورْ .. كيف يا صاحِ؟

***

سألتُ عن الحبِّ أهَلَ الهوى

سُقاةَ الدموعِ نَدامى الجَوى

فقالوا حَنانَكِ مِن شَجْوِهِ

ومن جِدِّهِ بِكِ أو لَهْوِهِ

ومن كَدَرِ الليلِ أو صَفْوِهِ

سلي الطيرَ إن شئتِ عن شَدْوِهِ

ففي شدوِهِ لمساتُ الهوى

وبرحُ الحنينِ وشرحُ الجَوى

***

أيكةُ الأطيارْ .. في أغانيها .. لشاديها .. على الأغصانْ .. ثورةُ الراحِ

يا غريبَ الدارْ .. مِلْ بنا فيها .. نناجيها .. مع الندمانْ .. واتركِ اللاحي

***

ورحتُ إلى الطيرِ أشكو الهَوى

وأسألهُ سرَّ ذاكَ الجَوى

فقالَ: حنانَكِ من جَمرِهِ

ومن نَهيِهِ فيكِ أو أمرِهِ

ومن صحوِ ساقيهِ أو سُكْرِهِ

سلي الليلَ إن شئتِ عن سِرِّهِ

ففي الليلِ يُبْعَثُ أهلُ الهوى

وفي الليلِ يكمُنُ سرُّ الجَوى

***

دوحةُ الأسرارْ .. يا ليالها .. بواديها .. هنا يلقاكْ .. صبحُ أفراحِ

دائرٌ دوّارْ .. في بياديها .. يُساقيها .. على ذكراكْ .. بينَ أقداحَ

***

ولما طواني الدُجى والجَوى

لقيتُ الهوى وعرفتُ الهوى

ففي حانةِ الليلِ خمّارُهُ

وتلكَ النُجيماتُ سُمّارُهُ

وهمسُ النسائمِ أسرارُهُ

وتحتَ خِيامِ الدُجى نارُهُ

وفي كُلِّ شيءٍ يلوحُ الهَوى

ولكنْ لمن ذاقَ طعمَ الهَوى

***