تقسو علي بلا ذنب أتيت به

تقسو عليَّ بِلا ذنبٍ أتيتُ به

ومَا تبرّمْتُ لكنْ خانني النَّغَمُ

أعادَه شَجناً بَاحَ الأنينُ به

فهل يلاَمُ محبٌ حاله عَدَمُ؟!

حَسْبي من الحبّ أنِّي بالوفاء له

أمشي وأحملُ جَرْحاً ليس يلتئمُ

وما شكوت لأني إنْ ظلمتُ فكم

قبلي من الناس في شرع الهوى ظلموا

أبْكِي وأضْحَكُ والحالان واحدةٌ

أطوي عَليْها فؤادًا شفّهُ الألَـمُ

فإنْ رأيتَ دمُوعِي وهي ضَاحِكَةٌ

فالدمْعُ مِن زَحْمَـة الآلام يَبْتَسِمُ

وفي الجَوانِحِ خَفّاقٌ مَتَى عَصَفَتْ

بِه الشُجُون تَلَوّى وهو مُضْطَرِمُ

فاظـْلُمْ كَمَا شِئتَ لا أرْجُوكَ مَرْحَمَةٌ

إنـّا إلَى الله يَومَ الحَشْرِ نَحْتَكِمُ

لئن قبضت يداً عني فكم بسطت

يدٌ من الله ظلاً فيئه نعَمُ

بها سأحيا برغم الحيف في كنف

من المسرة مهما آدني السقم