شلت مصيبة موتها أركاني

شَلَّتْ مصيبةُ موتِها أركاني

ماتَ الكلامُ فما يقولُ لساني

غيرَ الذي يُرضي الإلهَ لأنهُ

مَنْ قد قضى هو صاحبُ السلطانِ

لا يستطيعُ العبدُ يسألُ ربَهُ

عن فعلِهِ فهو العظيمُ الشانِ

كتبَ الفناءَ على العبادِ وإنهُ

حيٌ وقيومٌ مدى الأزمانِ

كتبَ الفناءَ على العبادِ جميعِهم

سبحانَ ربى ليسَ قَطُّ بفانِ

أخفى المماتَ عن العبادِ لحكمةٍ

حتى يجدَّ الغافلُ المتوانى

أماهُ قد رحلتْ فأظلمت الدُنا

تبكى الدِما لرحيلِها العينانِ

أبكى .. وأبكى العمرَ فَقْدَ حبيبتى

وودتُ لو هذا البُكا أعماني

كي لا ترى عينايَ غيرَ حبيبتي

حتى اللِقا في العالمِ النوراني

في ظلِ رحمةِ ربِّنا في جنةٍ

فيها الثمارُ كثيرةُ الألوانِ

حيثُ النعيمُ ولا نعيمَ سوى الذى

في “يونُسٍ ” قد جاءَ في القرآنِ

أبكى على رمزِ الفضائلِ والتُقى

يا ليتَ مثواها الكريم حواني

كانتْ تُصلى في الدياجرِ دائماً

تدعو دعاءَ الخائفِ الولهانِ

كانت تصومُ إذا الهواجرُ أقبَلَتْ

تخشى عقابَ اللهِ في النيرانِ

واللهُ في القرآنِ قالَ مُطَمئِناً

الخوفُ والجناتُ مقرونانِ

لو كلُّ أشعارِ الثناءِ نظمتُها

هيهاتَ تُوفي قَدْرَها أوزاني

أحببتُها الحبَّ الذي لا ينتهي

أبداً ويبقى العمرَ في وجداني

نبعُ الحنانِ فما الحياةُ بدونِها

إلا المماتُ وأعظمُ الخُسرانِ

قد كانَ يُكْرِمُني الإلهُ لأجلِها

يا رب أصْلِحْ بعدَها لي شاني

يا رب واجعلْها بأعلى جَنَّةٍ

هي والنبىُّ لديكَ يلتقيانِ