إبنة الصين كورونا

كُرُونَا تَهادَتْ مِنْ جِماحِ القَوارِعِ

وضَجَّ صَداها بالدُّنَى كالزَوابِعِ

تَضُرُّ بِصَفوٍ يَتعَبُ العيشُ دونَهُ

وجُلُّ مُباحٍ يَستَوي كالمَوانِعِ

تُقَطِّعُ وَصْلاً كان بالوُدِّ قائِماً

وما كان وَصْلٌ يُفتَدَی بالقَواطِعِ

تَحيَّرتُ ضِمْنًا في ابْنةِ الصينِ هل بِها

دَسِيسَةُ أُنثَى أو ذُكورَةُ خادِعِ؟

إلی أَنْ أتَی مِنْ عندِ باريسَ هاتفٌ

بأنَّكِ – إسماً مِنْ رِقاقِ المَطالِعِ

فلا أنتِ مِمَّن يُمنَعُ الضُّرَ دُونَهُ

ولا أنتِ مِمَّنْ يُتَّقى بالذَّرائِعِ

أَكُنْتِ جوادًا قد أُميطَ لِجامَهُ

فَأفلَتَ مُهتاجاً بِتلكَ المَرابِعِ؟

يَدُوسُ بنَفْسٍ يَأخُذُ العُمْرَ دُونَها

فَتَذهَبُ أَدراجَ الضَنَى والمَواجِعِ

رُوَيدَكِ مَهلاً يا ابْنَةَ الصِّيْتِ إنني

أَظُنُّكِ وَلْهَى تَنْتَشِي بِالزَعازِعِ

رُوَيدَكِ بَطْشاً كَم فَتَكْتِ بِأنفُسٍ

ضِعَافٍ وَلَمَّا تكتفي وتمانعي

تَباعَدَ أقوامٌ يُريدونَ عُزلَةً

أَكَانَ لِزاماً أن تَلِي وتُتَابِعي

إلى أين أمضي والشُّكُوكُ تَلُفُّني؟

وكانَ يَقينِي قَبْلَ ذلكَ تابِعي

وبِتنا رِجالاً نَستُرُ الوَجهَ خِيفَةً

وما كان عَهدٌ بالرجالِ البراقعِ

وصِرنا أُناساً نأخذُ العزلَ مَنهجاً

وعيدانَ وَخزٍ في الأنوفِ الخَواضِعِ

أَخذتِ رِضاعَ الداءِ طَبعاً وعادَةً

وتَنْأَيْنَ دَومًا عَن فِطامِ المَراضِعِ

فليتكِ كالماضي إذا زالَ فِعْلُهُ

وكالفِعلِ مَرفوعا هنا كالمُضَارِعِ

أما لَكِ غيرُ الضُرِّ طَبعاً وغايَةً،

وعهدي بِأَهلِ الصينِ كُثْرُ المَنافِعِ

لعلَّ زَماناً تَذهَبينَ بِرَكبِهِ

وتُمسِينَ ذِكْرَى في العُيُونِ الدَوامِعِ