عذرا

الزوجة:

عُذْرًا حَبيبَ مَشاعِري وعُيوني

لا يَسْتَوي حَجَرٌ وقَلبُ حَنونِ

جاوَزْتَ حَدًّا في الخِيانَةِ والجَفَا

وهَجَرتَني ونَبَذْتَني كَهَجينِ

تِلكَ الحَبيبةُ بَعثرَتْ أطْلالَنا

وتَناثَرتْ بَدَدًا بِغيرِ حَصينِ

هذي الجِراحُ تراكَمَتْ وتَجاسَرَت

وتَجذَرَّت في خافِقي وشُجوني

أَعْدَمتَ هاتيكَ السنينَ بخَطْأةٍ

فنَعَيْتُه عُمْري أسًى وسِنيني

تِلْكَ الفَظاعاتُ التي أخْفَيتُها

سَفَرَتْ تُثيُر لَواعِجي وأَنيني

كَلِماتُكَ الثَكْلَی بَدَتْ منزوعةً

نُطِقَتْ بِلا نُقَطٍ بِلا تَنْوينِ

وتَجُرُّني غَرَقًا إلی مُسْتنقَعٍ

قَلِقٍ من الأوهامِ والتَخْمينِ

لا يستقيمُ يقينُ قلبٍ صادقٍ

في أعْوَجٍ مُتَلَولِبٍ وَظَنينِ

بَدَأَتْ حِكايَتُنا بِحُبٍّ عارِمٍ

وتبدَّدَتْ من كاذِبٍ وخَؤونِ

الذكرياتُ تَضِّجُ بِي وتُميتُني

ارحَلْ وخُذْها أكتَفِي بِحَنيني

الزوج:

كُفّي مَلامَكِ فالحَشا مُتَوجِعٌ

كُفي العِتابَ فَخافِقي يُشْقيني

كَلمَاتُكِ الثَّكْلَی بَدَتْ كمآتمٍ

هل يَرجَعُ المَوْتَی مِنْ التأبينِ

أنتِ شَبَابي الغَضُّ يا نَوَّارَتي

والفَرْحَةُ الأولى ونَبعُ عُيوني

لكنَنِي أُضرِمْتُ في سُبُلِ الهَوی

فَعَشِقتُها وَوَقْعتُ غيرَ رَصِينِ

أحبَبْتُها وغَرِقْتُ في أبْحارِها

وفقدتُ أشْرِعَتي وتَاهَ سَفيني

المَوْجُ يَدفَعُني لأزْرَقَ سَاحِرٍ

لا رجْعَةً مِنْهُ كَذا يُقصِينِي

وَوَقَعْتُ في حُسْنٍ يَشِّعُ نَضَارَةً

وغَرِقْتُ في وَجدٍ فَمَنْ يُنْجيني

كُفِّي المَلامَ فَمَا لنَا من حِيلةٍ

تَبْقينَ مُلْهِمَتي وعِشقَ سِنينِي