أحسنت إحسان من تمت فطانته

أحسنتَ إحسان من تمّت فَطانتَهُ

ولَوْذَعيَّتُه جهراً وإسرارا

كان انصرافك عنَّا علَّةً قدحتْ

في كل حبَّة قلبٍ عندنا نارا

ولم تَزل من نواك النفس والهةً

والقلبُ مكتئباً والدمع مِدْرارا

حتى وَعدتَ بأن تأتي على طربٍ

حُرّاً يقود إلى اللذَّات أحرارا

واتِ الضَّحَاء من الاثنين في عجلٍ

كذا الكريم إذا لم يستَزر زارا

فاقدَم فِداك بنو الآداب كلّهم

فقد غدوتُ لما تختار مختارا

لأِربعُ جادهنّ الغيثُ مبتكِراً

حتَّى كساها أزاهيرا وأنوارا

تميسُ تحت الصبا أغصانها غَيَدا

ونَعْمَة ويناغي الطيرُ أطيارا

يضوع فيها فَتِيقُ المِسك منتثِراً

وعنبرُ الشِّحْر آصالاً وأسحارا

وقد رضِيتكُمُ شَرْباً بها ولها

كما رضيتُ بها قِدْماً لكم دارا

فأعطوا التذاكر والصَّهباء حقّهما

فيها وقَضُّوا من اللذّات أوطارا