أخلصت إخلاص المحب المغرم

أخلصتَ إخلاصَ المحبِّ المغرمِ

ووفيتَ حتّى جزتَ حَدَّ تَوَهُّمي

ومنَحتني مكنونَ حُبِّك خالصاً

مَحْضاً مَشُوباً بالمفَاصِلِ والدَّمِ

والمرءُ أكرمُ ما يكون إذا غَدَا

وَقْفاً على عَهدِ الحِفاظ الأقدَم

ولِذَاك لا يَصْفُو الثناءُ لفاعل

خيراً ولا يُجْزاه إن لم يُتْمم

فأقلُّ حَقِّك ليس يَبلغُ كُنْهَهُ

وَصْفي له ولو انّه مِلْءُ الفَم

يَلقاكَ من قلبي وإن لم تَلقَني

وُدَّانِ مكتومٌ وبادٍ فاعلَم

لا والّذي بِيديهِ ما أنا آمِلٌ

ما بِتْنَ عنكَ خواطِرِي بالنُّوَّم

فلو أنَّ شخصَكَ وَسْطَ أسَودِ ناظِري

ما كان طَرْفي مِنه بالمتألّم

ولقد سألتُ الله ربَّ محّمدٍ

ودعوتُ فِيكَ له دعاءَ الأبكَم

وَغدٌ لمِن يرجو السعادةَ في غَدٍ

أَشْهَى له من يَومِهِ المتقدم