ألا كل يوم من زمانك عيد

ألاَ كلُّ يوم من زمانك عيدُ

وهل فوق إشراقِ الضَّحَاءِ مَزِيدُ

زمانٌ كرَيْعان الشَّبيبة ناعمٌ

وعصرٌ قديمٌ بالمُعزّ جديد

ولكنّ يومَ العيدِ خُصَّ بموقف

له كلُّ أيام الحياةِ سُعودُ

يلوح عليه من تجلِّيك رونقٌ

ويَظْهرَ فيه من سَناك وَقُود

فلا تحسبوا اللفظَ الذي سار خُطْبةً

ولكنّه حَلْيٌ لهم وعقود

تبلَّج هذا المُلْكُ عنك وأشرقت

ترائبُ من أفعاله وخدود

لِيَهْنِك أنّ الله فوقك مالك

ودونك كلّ المالِكين عبيد

وأنّك غرس الله فينا وأنّنا

غُرُوسُك يَنْمي فضلُها ويزيد

وجوهٌ تجلّت في سناك وأنفس

ونبتٌ تروِّي في ثراك وعود

وهل أنا إلا من بِناك التي غَدتْ

يشيِّدها فضلٌ لديك وجود

وكلّ بحمد الله قد رام هدمَه

فأعياهمُ ما تَبْتَني وتَشِيد

وتأبي ويأبى اللهُ أن يَنْقُضَ الذي

تُريد وأن يعلو عليك مُرِيد

وقد شَّرد الله الأعاديّ والضَّنَى

وأعقب نارَ الحادثات خمودُ

بعزٍّ يُسدّ الخافقين ودولةٍ

لها فوق أعنان السماء صعود

فَرُحتَ وحسنُ البرء مثلكُ زاهرٌ

وشخصُ الضَّنى كالمارقين طريد

فأيُّ أَيَادِي الله نبدا بشكرها

لديك وأيَّ المَكْرُمات نُعيد

لئن خصّني منها الإلهُ بِحُظْوةٍ

لقد عمَّ منها العالمين سعود

وللناس آمالٌ ضروبٌ وأنفس

تسوق إلى أوطارهم وتقود

وليس لنا إلاّ عليك مُعوَّلٌ

وليس لنا إلا إليك مَحِيد

فلا زالت الدنيا ونورُك لِبْسُها

ولِبْسُك فيها صحّة وخلود