أما الصباح فقد بدت راياته

أمّا الصباح فقد بدت راياته

بيضاً وقد هُزِمَ الظّلام الأكلف

فاخلِط صباحَك بالصَّبُحِ فإنه

أَنْفَى لمُنْتَاب الهمومِ وأتلفِ

أَو ما ترى شمسَ النهار ودونَها

من مُسْتَهِلِّ الغَيم سِتْرٌ مُسْجَف

ينجاب عنها تارةً فَيُبِينُها

وتَغيب طَوْراً في دُجاه فتكسَف

فكأنما لبِستْ قَباءً أزرقا

أو مُدَّ من خَزّ عليها مِطْرَف

وبدا لنشر الروض من بعد الندى

ريح كريح المِسك بل هي أشرف

وَرْدٌ حكَى خَجَلَ الخدودِ ونَرْجِسٌ

يحكي العيونَ بأَعْينُ ما تَطْرِف

فعيونُ ذاك بعسجدٍ مكحولٌ

وخدودُ ذا من عَنْدَمٍ تَتَغَلّف

فكأنما نَثَرَتْ عليه لونَها

راحٌ على راحاتنا تَتَصرف

فاشربْ فقد لَؤُمَ الزمانُ وقُطِّعَت

عُقَدُ الوفاءِ به وقلّ المنصف

ولقد نهضتُ بعزمةٍ ما تَنثَني

عمّا أريد وفَتْكةٍ ما تَضْعفُ

فإذا الخطوبُ إذا مضت لا تَرْعَوي

وإذا قَضَتْ بقَضِيةٍ لا تُخلف

فصبَرتُ للمقدارِ تحت مراده

كيلا يكونَ تأسّفٌ وَتَلَهُّفُ

وعلمت أن لكلّ ريح هَدْأَةً

ولكل جارٍ منْتَهىً وتوقّفُ