إذا رمت أن أثني بما أنت أهله

إذا رمتُ أن أثني بما أنت أهله

من المدح أعيتني خصائلُ أربع

نوالٌ إذا قلَّ النوالُ أفضتَه

ورأى كحدِّ السيفِ بل هو أقطع

وحِلم إذا قلَّت حلُوم ذوِي النُهَى

وطاشت حِجا الأقوام لا يتضعضع

وإِشراق أخلاقٍ صَفتْ في عذوبة

ورقَّت كما رقًَّ الشّراب المشعشع

وفي خصلةٍ من هذه يَغْرَقُ الحِجا

وتغدو القوافي وهي حَسْرَى وظلَّع

وحسبك أن الناس جادوا تصنّعا

وجُودُك طبعٌ ليس فيه تصنّع

وأنك للعلياءِ والمجدِ جامعٌ

وغيرك للورّاث واللؤمِ يجمع

وأنك تَدْنُو كُلَّ يومٍ تواضُعاً

وأنت من الجَوْزَاءِ أعلى وأرفعُ

أهنّيك بالعيدِ الذي أنت عِيدُه

ونورُ سنا إِقبالِهِ حين يَسْطع

إذا ما تأمَّلت الزمانَ وجدته

بكفّيك يُعْطِي من يشاء ويمنع

ولو لم تكن فيه لما لاح بدرُه

ولا أَشرقت شمسُ الضحى حين تطلع

فدونكها من مادحٍ لك ما جدٍ

بذِلّ له شُوس القوافِي وتخضع

له فِطنةٌ لم تَذْبُ يوماً سِهامُها

عن الغرضِ الأقصى ولا تتمنَّع

على انه أمسى وأبياتُ شِعرِه

جُمَانٌ على بُرْدَي علاك مرصَّعُ

ثناء كأن المسك من طِيبِ نَشْرِه

إذا رُدِّدتْ ألفاظُه يَتضوَّع