إني غريم والغريم مطالب

إني غريمٌ والغريمُ مطالِبٌ

كان المُداينُ موسِراً أو معسِرا

يا سيِّدي أدعوك دعوَةَ مُذْكِرٍ

مِن وعده ما خاف ألا يذكرا

شِعْر كأنّ جميع ألباب الورى

جُمِعتْ عليه فقصرنا أن يُشْهَرا

لفظ كأنّ الغانياتِ لفَظْنه

فنظمن منه في القلائد جوهرا

هو أوّلٌ في حسنه وكمالِه

وارى جميعَ الشعر بعدك آخِرا

كتباين الليلين ليلٍ مظلمٍ

وَحْشٍ وليلٍ قد أتانا مقمِرا

هو روضة أُنُفٌ تفيدك أخضرا

طَوْراً وطَوْراً أحمرا أو أصفرا

ومودّة مثل الأماني لذّةً

لو أدركتْ بالشمّ كانت عنبرا

أوليتها ندّاً وعوداً مثل ما

حُزْتَ الفضائلَ منظراً أو مخبرا

وكذاك من يَكُن العزيزُ أَخاً له

يَأْوِي إلى جبلٍ مِنيع أوعرا

صلّى عليه الله ما امتدّ الدجى

ورأت عيونُ الناس صبحاً أنورا

لا تَنْسَ ما أسلفته إني امرؤٌ

وَقْفٌ على شُكْرِيكَ حتى المحشرا

إني أخافُ إذا تركتَ تَغاضياً

عاداتِ مثلِكَ أن أكون مقصرا