السكر في أسكر عندي وقار

السُّكْرُ في أَسْكَرَ عندي وقارْ

فاخلع بِها لِلَّهْو عنك العِذارْ

ولا تطِع في نَشْوةٍ لائماً

إنّ قبول الّلوم في السُّكر عار

وهاكَها تسلُب لُبَّ الفتى

وحلمَه في لَطَفٍ واختصار

حمراء في الكأس فإن شُعْشعت

ولَّد قَرْعُ الماء فيها اصفرار

في قَدَحٍ لي له مُشْبِه

إلاَّ صفاءَ الماء وضوء النهار

كأنما الساقي إذا مجَّها

في صفوه يجمع ثلجاً ونار

فَرُحْ صريعَ الراح إن كنتَ من

أُلاَّفها واغْدُ خليع العذار

أمَا ترى النيل وريح الصبا

تنظم فيه زَرَدات صغار

لا سيَّما إن غرَّد النايُ أو

ناولك الكأسَ صموتُ السِوار

وبتَّ تجني لَعَساً أَشْنباً

مستعذَبَ الظَّلْم بَرُودَ القطار

ومقلةً مثمرة فتكة

ووجنة منبِتة جُلنّار

كأنّ لامَ الصُّدْغ في عاجِها

ليل تبدّى جُنْحه في نهار

من كان لا يُسْلِيه هذا وذا

فهو وحقّ اللهِ عينُ الحمار