تمتع بالمسرة والشباب

تمتَّعْ بالمَسَرَّةِ والشبابِ

فقد بَرز الرَّبيع من الحجاب

فحُّبك والزمانُ وأنت فيه

شبابٌ في شباب في شباب

فحَيِّ على المُدام بكفّ ساقٍ

يُدير الخمرَ من بَرَدٍ عِذَاب

يُدير بِريقِه ويديه خَمْراً

شرابٌ في شَراب في شَراب

كأنّ يديه حاكت وجنَتيْه

بنارٍ يَصْطَلي منها لُهاب

يَداه ثم وجنتُه وقلبي

شِهابٌ في شهاب في شِهابِ

إذا ما أكثر العُذَّالُ فيه

وزاد عليّ ترديدُ العتاب

عداوتُهم وعذلُهمُ جميعاً

سَرابٌ في سَرابِ في سَراب

لعَمْرُك إنما الدنيا عَروسٌ

جَلاها الغيثُ من تحت النِّقاب

بَنَفْسَجُها ونَرْجسُها ووَرْدٌ

خِضابٌ في خضاب في خِضاب

فأَهْرِقْ من دم الإبريق راحاً

فإنّ الغيث ممنوعُ السَّحاب

فإبرِيقي وكأسي والغوادي

سحابٌ في سَحابٍ في سَحابٍ

فتَمَّ الشرب إنّ الصحَو عزمٌ

وللنَّيْروز حظٌ في الشَّراب

فرأيُك ثم شُرْبُك والغواني

صوابٌ في صوابٍ في صواب