توسع دهر لم يضق بك وسعه

توسَّعَ دَهْرٌ لم يَضق بك وُسْعُه

على أَنّ أهلَ الذكر دونك والدهر

اُجِلّ مَعَدّاً أن أقولَ كأنه

وأُكْبِره عن أن يُحيطَ بهِ الشعر

وقالوا منَ الشمس انتضى البدرُ نورَه

ولو علِموا قالوا هو الشمس والبدر

ولو أَنَّهُمْ بالبحر قاسوا نَوالَه

لما اختلفوا في أنّ نائِلَة البحر

ولو عاين القَطْرُ انهِمالَ يمينِه

إذا جاد ما أَثْنَى على نفسِه القَطْر

ولو أَنه في الحرب أَعْملَ رَأيَهُ

لما نفعتْ بيضُ الظُّبا والقنا السُمْر

ولمَّا بلوتُ الناس ثم انتهيتُه

حللتُ بمن يعلو به الخبَرَ الخُبْرُ

أرى كلّ أَرضٍ لستَ فيها كأنها

عليَ ظلامٌ دامسٌ ماله فجر

ولو لم يُفرِّج عن فؤاديَ غُمَّةً

كتابُك لاستولى على مهجتي الفكر

على أنني ممن يراك بحالةٍ

يُقَصِّر عنها المدحُ والحمدُ والشكرُ