جلت مساعي عن الفخر

جلَّت مساعيّ عن الفخرِ

فهي نجوم الأَنجم الزُهْرِ

وكيف يحصي الفخرُ تعديد ما

أَحْوِي وقد زاد على القَطْر

من فضل نوري نورُ شمس الضحى

ومن سَنَا عِرضي سنا البدر

أيُّ كريمٍ لم يشِمْ شِميتي

وأيُّ عافٍ لم يَرِد بَحري

وأيُّ مجد لم أَلِجْ بابَه

وأيُ علمٍ لم يلِجْ صدري

يفتخر الفضلُ بكَسْبي له

وتسمع الأيّام من أمري

كم أنزل المقدارُ عن قدره

من جهِلتْ فطنتُه قدري

فحسب مَن قاطعني أنه

بات عدوّاً فيّ للدهر

كم مظهِرٍ لي في الورى غدره

رماه عني الدهر بالغدر

وظالمٍ لم يألُ في ظلمه

عوقِب بي من حيث لا يدري

فمنهمُ مَن ذاق كأس الردى

مختَرَماً قبل مدى العمر

ومنهمُ من شَتَّتَتْ شملَه ال

أَيامُ بعد الجَمْع والوَفْر

ومنهمُ من حُطَّ عن عِزّه

فعاش في ذلّ وفي ذُعْر

قل لبني اللَّخناء ذي آيةٌ

واضحةُ الإسرار والجهر

وهكذا يُخْذَل في دهره

كلُّ دعِيٍّ صَدّ عن نصري

أقسِم بالبيت ومَنْ حجَّه

والركنِ والمشعَرِ والحِجْر

لو أَضْمرتْ لي الشمسُ في جوّها

سُوءاً لراحت وهْيَ لا تجري

وكلُّ مَنْ أبغضني إنّه

يموت أو يحيا على صُغْر