حسنت بك الأيام حتى خلتها

حَسُنَتْ بك الأيّامُ حتى خِلتُها

دُرّاً أضاء على ترائب كاعب

فغدَتْ بك الأحداثُ غير صَوائبٍ

وارتدّت الآمالُ غيرَ خوائب

تَسْرِي حلومُك للذّنوب فتَنْمحي

ويَبيتُ جودُك طالباً للطالب

جعلَ الغرامَ عليه ضَرْبةَ لازِبٍ

والشوقَ يوم البين أغلبَ غالب

فجفونُه في عارِضٍ من دمعه

وفؤادُه في جَاحِمٍ مُتَلاهِب

ما كان أهون عِيسهم يومَ النَّوى

لو لم تَسرْ بهوادجٍ وكواعب

هنّ الغصونُ الغِيدُ غير نوابتٍ

وشموسُ يوم الدَّجْن غير غَواربِ

لو لم يُكَدِّرْ حسنُهنّ بعاذلٍ

لاحٍ وواشٍ كاشح ومُرَاقب

لم تَحْمِل الكُثبانُ قضباناً ولا

لاحتْ بدورُ التِّمّ تحت جلابِب

ذهبوا فمَا الشوق الملمّ بذاهب

لا لا ولا الصّبرُ البعيدُ بآئب