رمتك الليالي بأرزائها

رمتْك الليالي بأرزائها

ولم تعتمدْك ولم تعلمِ

فلمّا درت أن أحداثَها

عَظُمن على غير مستعظِم

وأنّ مَخاذِمَها نازَلتْكَ

فلاقتكَ أمضَى من المِخْذَمِ

وأجلدَ في الرّزء مِنْ خَطْبها

وأشجَعَ في الرَّوع من ضَيْغم

أعادتْ إساءتَها مِنّةً

لديك مجلَّلة الأنعُم

وأعطتْك أضعافَ ما أفقدتْكَ

وجاءتْك في زِيِّ مستسلمِ

وما غدرتْ بك بل غدرُها

بمُهجتها وهيَ لم تَفهَمِ

ليهنِك يا بدرَ أفقِ العُلا

وِلادةُ شمسك للأنجم

أتتك به خيرَ من يَعتزي

لمجد وأكرمَ من يَنتمي

يزينُ العُلا ويَبثّ النَّدَى

ويجلو سوادَ الدّجى المظلمِ

فهنّيتَه مَطَلَع الفَرقَدَين

ومُلِّيتَه مدّةَ الأزلَمِ

ولا زلت في شرف المكرمات

مكانَ السِّوار من المِعصَم

أكافيكَ بالمدح قبلَ الفعال

على ودّك الأطيب الأكرم