عذلوا وما عدلوا ولا نصحوا

عذَلوا وما عدَلوا ولا نَصَحوا

ليُلاَم مُغْتَبِق ومُصْطَبِحُ

هل للنَّعيم سوى الصِّبا سببٌ

أو للكئيب سواهما فرح

لا شيءَ أحسنُ منظَراً أبداً

من غادة في كفِّها قَدَح

تسعَى بمجمرٍّ على عَنَمٍ

أطرافُه العُنَّاب والبَلَح

وأغنَّ أجوفَ فيه زَمْزَمَه

وله بذلك أَلْسُنٌ فُصُحُ

في كلّ عَقْد من معاقده

نَغَمٌ يُهام بها ويُقْتَرح

باكَرتُه والليلُ أدْعَجُ ما

في رأسه شَمطٌ ولا جَلَح

وكأنّ أَنْجُمَه وقد جَنَحتْ

دُرَرٌ رُجِمن بها لدّجى سُبُح

ولقد ذَعَرتُ الوحشَ يَحْمِلني

قَلقُ العِنان مُشَذَّب مَرِحُ

نشوان أَدْهَمُ غيرَ أربعةٍ

بيض بها يَدْنو ويَنْتزِح

فكأنّه بالصبح مُنْتَعِلٌ

وكأنه بالليل مُتَّشِح