كتبت يا واحد الأملاك والبشر

كتبتُ يا واحدَ الأَملاِك والبَشَرِ

والراحُ لم تُبْقِ لي لبَّاً ولم تَذَرِ

وقد بدا النايُ في شكوى صبابتِهِ

مجاوِباً لأَنِين الطَّبْلِ والوَتَرِ

ونحن في طَرَبٍ ما مثلُه طربٌ

يستصحِبُ اللهوَ في مستقبلِ العُمُرِ

وفي غِناءٍ إذا حُثَّتْ أوائلُه

أغنَى النَّدامَى عن الأنوارِ والزهَرِ

ومُرَّةِ الطعم بِكرٍ في معاصِرها

قذَّافةٍ في نواحي الكأس بالشّررِ

تسعى بها غَضَّةُ الأطرافِ ناعمةٌ

كأنها قمرٌ في ناظِرِ القمر

إذا ذكرناك أومأنا بأوجهِنا

مقبِّلين بها للتُرب والمَدَر

فهذه حالنا مذ لاح مُنْصَلِتاً

سيفُ الصباح وولَّت ظلمةُ السَّحَرِ

فَمُرْ بأمركَ وانْظُر شِعْرَ عَبْدِكَ هَلْ

يطيقه أحد من ذلك النفرِ

وسوف آتِي إذا بمغرِبها

شمسُ النهارِ وجاء الليلُ في زُمَرِ

أحثُّ نحوك آداباً مكلَّلَةً

بجوهرِ اللَّفْظِ فاشْرَبْها بلا كَدَرِ