كل سيوف الموت عضب حسام

كلُّ سيوفِ الموت عضبٌ حسامْ

إذا غَدَا كلُّ حُسامٍ كَهامْ

وللرّدَى داعٍ إذا ما دعا

جَدَّ ولَم يَرعَ لخَلْقٍ ذِمام

لله ما بانَ بِه يومُها

من رِقّة الظَّرف وحُسْن الوسَام

كانت رضا النفس ونَيْلَ المنى

ولذّةَ العيش وطِيبَ المدام

ريحانَ سمعي وسَنَا مقلتي

وسُؤلَ قلبي من جميع الأنام

لهفي على ما فات من قربها

لهفاً له في كلّ عضو سَقام

لهفي على تلك الطِّباع التي

قال خُلِّصت من كلِّ عيب وَذَام

لهفي وقَلَّ اللهفُ منّي لَمن

كان سلوِّى عنه كلّ اهتمام

لم أدرِ في حبّي لها ما الأسى

ولا تطعَمتُ أليمَ الغرام

وكلّ محبوب له ضَجْرةٌ

يطول فيها العذل والإختصام

وما تجنّتْ قطّ مذ أيقنتْ

أنِّي بها ذو كَلَف مستهام

ولا دعاها التَّيهُ يوماً إلى

أن تُظهِر الدَّلَّ وتُبِدي المَلام

خلائقٌ كالشّهد معسولةٌ

وعشْرةٌ كالروض غِبَّ الغَمام

أَنعَى إلى الإطراب أخلاقها

ولذَّةَ الإيناس يومَ النِّدام

أَنعَى إلى العُودِ وأوتارِه

ذاك الغِنَا الجائز حدَّ التَّمامْ

أنعَى إلى الإحسانِ إِحسانهَا

وشَدْوَها العذبَ كسَجْعِ الحَمام

يا حبّذا وَصلُكِ لو لم يَبِن

وحبّذا قُرْبُك لو كان دام

ما كنتِ إلاّ كبدي قُطِّعتْ

ومقلتي بانت وقلبي استهامْ

وكنت قد دافعتُ عنها العِدا

فكيف لي عنكِ بدفعِ الحِمام

لو كان غيرُ الموتِ لم يستطعِ

رميكِ دوني بجليل العِظام