ما بال عينك تقوى كلما ضعفت

ما بال عينِك تَقَوى كلَّما ضعفتْ

وما للحظك يسطو وهو ذو سَقَمِ

وما لخدّيك قد زاد احمِرارُهما

حتى كأنّهما قد ضُرِّجا بدمِ

وما لثغرك دُرّاً غيرَ منتثِرٍ

وما للفظك درّاً غيرَ منتظِمِ

حُسْناً تحيَّر فيه الناظرون كما

تحيّرتْ فِكَر الألباب في كرمي

ما أبعد الغيثَ من تشبِيهه بِيَدي

وأقربَ الشمسَ من أن تقتَفي شيمي

ما نام يوماً فؤادي عن تنبُّهه

ولا تَلعْثَم في مجهوله فَهَمي

إذا اكتحلت بنومي استيقظت فِطَني

حتى كأني إذا ما نمتُ لم أنم

فما السيوف سوى ما أَرهفت فِطَنى

ولا الرياضُ سوى ما نَمْقتْ حِكَمي

فَجرّدوا البيض من رأيي ومن فِكَري

للضرب والتقِطوا الياقوتَ من كَلمي

كأنما الناس حولي ظُلْمة وأنا

بدرٌ وكيف يقاس البدرُ بالظُّلَم

قوم كأنّ الزمان المستقيم لهمْ

هَجا بهم نفسَه أو عابَها بِهِمِ