وأرق العين بالحيين متله

وأرَّق العينَ بالحيَّين مُتَّلهِ

يُقَطِّع الليلَ تغريدا وتعديدا

موفٍ على غُصْن بانٍ تستميل به

نواسُم الريح تصويبا وتصعيدا

لانت خوافيه واخضلَّت قوادمُه

فَفُتْنَ في لينهنّ الخُرَّد الغِيدا

كأنما حَسَد الياقوتَ مقلتَه

في حُسْن تصريحها فاحمرّ توريدا

مَتْنٌ كِصْبغ الدجى نِيطت حوالِكُه

بِفضِّة صاغ منها النحر والجِيدا

كأنما خُضبت رِجلاه من دمه

وقُلِّد السَبَجَ المختار تقلِيدا

تبكي حمامتُه ما تأتلِي كَمَداً

تُردِّد الصوت بالتغريد ترديدا

لولاه ما ألق في آثار دارِهم

لي مُسْعداً يؤنِس الأطلال والبِيدا

بكى فأبكى جفوني مِلْئّهَنّ دماً

وجَدَّد النوح لي إِذْ ناح تجديدا

إلفي وإلفك بانَا يا حمامُ فنُحْ

حتى تَنوح ونستبكي الجلاميدا

ويلُ أمِّه ساق حرٍّ زاد مُحْزِنُه

بَثّا على حُزْن أيُّوبٍ وداودا