وناطقة كلما حركت

وناطقةٍ كلَّما حُرّكتْ

وليستْ بناطقةٍ في السكونِ

تئِنّ إذا دارَ دُولابُها

فتُطرِبُ سامعَها بالأَنينِ

وتَبكي وليست بمحزونةٍ

بكاءَ المِحبِّ الكئِيبِ الحزِينِ

فتَنطِق بالصوتِ لا مِن فمٍ

وتَقذِف بالدَّمْعِ لا مِن جفون

كأنّ لها ميّتاً في الثَّرَى

فأدمُعُها هُمَّعٌ كلَّ حِينِ

إذا زَمَرَت أطرَبتْ نفسَها

فغنّت بمختلِفاتِ اللُّحونِ

غِناءً يُرقِّص كِيزانهَا

ويُظهِر فِيهنّ وثبَ المجُونِ

فتَهوي فَوارغَ في بِئرِها

وتصعَدُ مِنها مِلاءَ العيونِ

كأنّ مَدامِعَها فِضّةٌ

مذوّبةٌ لونُها أَسْمجُوني