يا من صفا ود صدري

يا من صفا ودُّ صدري

له وسِرّي وجهري

ومن تكدَّر عندي

لرزئه صفوُ دهري

ما مات ركنك لا بل

ركني وفخري وذُخري

لو كنتُ أملِك عمري

وهبتُه شَطر عمري

أو كنت اسطيع دفعاً

عنه بروحي ووَفْري

دافعت عنه المنايا

وكلِّ فادحِ أمر

وقَلَّ في واجب الحِف

ظ عنه دفعي ونصري

ما كان إلاّ يمني

ومُقلتَيَّ وأَزْرِي

لئن تولّى حميداً

بكلّ مدحٍ وشكر

لَحَسْبُه لك فينا

نَجْلاً وخِلفةَ فخر

يلقَى الزمان بحزمٍ

والمَكْرُماتِ ببِشر

لم تَنْء منه المنايا

عنّا بطيٍّ ونَشْرِ

ولا بفضل وبذل

ولا بسهل ووعر

بل كل ذا فيك أمسى

حريّة في ابن حرّ

وكان جسماً وروحاً

يسمو بها كلُّ بَرّ

فالجسم بان وأودى

وروحه فيك يجري

كذاك لو وَلَد البد

رُ لم يَلدْ غيرَ بدر

يا مورِثي بملامي

رسِيس همّ وذعرِ

ومُتْهِمي بظنون

لم تدر ما عَقْد سِرِّي

قليل لومك أمضى

من كل بِيض وسُمْر

وخُوْنُ عهِدك عندي

أشدّ من كل كفرِ

وكيف ترضى يميني

مني لقلبي بغدر

ما كان تركي صلاتي

على أبيك وأجري

إلا لداءٍ دهاني

وحلَّ عُقْدةَ صبري

وحلّ بالرِجْل مني

فجذَّ خطوي وخَطْري

حتى لقد عاقَني عن

صلاةِ ظُهري وعصري

فاعِذر فقد راح صدقي

إليك يسعى بعذري

واعلم بأن مصابي

على أبيك وضرّي

مصاب قيسِ بليلى

ووجدُ خَنْسا بصخر