نسيم سرى والفجر ينضو مهندا

نسيمٌ سرى والفجرُ يَنْضُو مُهَنَّدا

فَقَلَّدَ جِيدَ الغصن من جَوْهرِ النَّدَى

وخِلْنَا الصَّبا حاكَتْ من النَّهر لأْمَةً

وهزَّتْهُ هنديّاً وصاغَتْهُ مِبْرَدَا

فلله نشوانٌ بغيرِ مُدَامَةٍ

قويمٌ فلولا النطقُ خِلْناهُ أَمْلَدا

سقاه براحِ الحسن راحُ شبابهِ

فعربدَ من أجفانه وتأَوَّدَا

وشبَّ بماءِ الراح نارَ مُدامةٍ

فذوَّبَ في الطَّاسِ اللجينيِّ عَسْجَدا

جلاها عروساً عاطلاً فتَخَفَّرَتْ

فقلَّدَها بالمَزْجِ مما تقلَّدا

وليلٍ دجوجيِّ الجناح كأنما

أُمِدَّ بموجِ البحر أو صار سَرْمَدَا

كأنّ الثريا فيه للبدرِ عاشقٌ

يَمُدُّ إِلى توديع محبوبهِ يَدَا

مَرَقْتُ به في مَتْن أَدهم صاهلٍ

أَغَرَّ إذا أَبْرَقْتُ بالسيف أَرْعَدا

كأن الذي في وجهه وإهابه

ظلامُ ضلالٍ فيه ضوءٌ من الهدى