وترى المشيب مبصرا ومحكما

وَتَرى المَشيبَ مُبَصِّراً وَمُحَكِّماً

كُل يَغولُكَ نازِلٌ وَمُوَدِّعُ

وَالشَيبُ لِلحُكَماءِ مِن سَفَهِ الصِبا

بَدَلٌ تَكونُ لَهُ الفَضيلَةُ مقنعُ

وَالشَبيبُ زينُ ذَوي المُروءَةِ والحِجا

فيهِ لَهُم شَرَفٌ وَحَقّ تَوَرُّعُ

وَالبِرُّ تَخلِطُهُ المُروءَةُ وَالتُقى

في حالِ أَشيبَ جِسمُهُ مُتَضَعضِعُ

أَهوى إِلَيَّ مِنَ الشَبابِ مَع العَمى

وَالغَيُّ يَتبَعهُ الغَوِيُّ المُهرَعُ

إِنَّ الشَبابَ عَمىً لأَكثَر أَهلِهِ

وَتَعَرُّضٌ لِمهالِكٍ وَتَقَرُّعُ

إِن تَغتَبِط في اليَومِ تُصبِح في غَدٍ

مِمّا خَبا لَكَ وَاجِماً تَتَوَجَّعُ

وَالشَيبُ غايَةُ مَن تَأَخَّرَ حينُهُ

لا يَستَطيعُ دِفاعَهُ مَن يَجزَعُ

إِنَّ الشَبابَ لَهُ لَذاذَةُ جِدَّةٍ

وَالشَيبُ مِنهُ في المَغبَّةِ أَنفَعُ

لا يَستَوي عِندَ الكَواعِبِ لابِسٌ

ثَوبَ الشَبابِ وَلا الكَبيرُ الأَنزَعُ

خَلعُ الشَبابُ جَديدَهُ عَن ناحِلٍ

خَلَقٍ بِمًفرِقِهِ المَنِيَّةُ تَلمَعُ

فَكَأَنَّما أَبصَرنَ حينَ رَأَينَهُ

بِالشَيبِ حَيَّةَ غَيضَةٍ تَتَلَذّع

فَجَبُنَّ مِنهُ وَاِنقَبضنَ تَحَيُّراً

مَكرَ المُخادِعِ يَبتَغي مَن يَخدَعُ

لا يُبعِدُ اللَهُ الشَبابَ وَمَرحَباً

بِالشَيبِ حينَ أَوى إِلَيهِ الموجَعُ

فَدَعِ البُكاءَ عَلى الشَبابِ وَقُل لَهُ

ما قالَ عِندَ مُصيبَةٍ مُستَرجِعُ