تذكرت من ليلاك ما لست ناسيا

تذكرتَ من ليلاكَ ما لستَ ناسياً

يدَ الدهر إلاّ ريثَ ما أنت ذاكرهُ

وَلوعٌ أتيحتْ للفؤادِ ولم تكنْ

تُنالُ على عفوٍ كذاكَ سرائرهُ

ألمتْ بأصحابِ الرّحال فبينتْ

بنفحةِ مِسكٍ أرّقَ الركبَ تاجرهُ

أرى النّأي من ليلاكَ سُقماًوقرَبها

حياً كحيا الغيثِ الذي أنت ناصرهُ

ولو سألتْ للنّاسِ يوماً بوجهها

سحابَ الثريا لا ستهلّتْ مواطُره

بأبلجَ كالدّينارِ لم تطلّعْ لهُ

من العيشِ إلاّ نعمُهُ وسرائرهُ

ومَن يُبقِ مالاً عُدّةًوضنانةً

فلا الشُحُ مُبقيهِ ولا الدهرُ وافرهُ

ومَنْ يكُ ذا عُودٍ صَليبٍ رَجَابهِ

ليكسِرَ عُودَ الدَهرُفالدهرُ كاسرهُ