عاقر بين أطفال أختها

غيومٌ من الصغارِ تكتنفُني،

وضبابٌ من الجدبِ لي وشاح:

أن أثملَ ولا أعصر عنقودا،

وأن أُساكِنَ النسور ولا أبتني كوخاً لهائم.

كالعاقرِ بين النساء أنا:

معَ الشحوب في وجهها سقمٌ وهمّ،

وفي الخاطر وشوشات:

أكان لزاماً أن أتزوّجَ

فأعرضَ للناسِ قصوري

وأجعلَ منّي لأترابيَ أضحوكة؟

ليتني ظللتُ عزباءَ،

فالعانسُ لم تعرفْ خيبةَ العقيم.

وتُمنّي النفسَ (واهاً للأمل:

أخدّاعٌ هو أم وليٌّ أمين؟):

“كرمل البحرِ ذرّيّةُ سارايَ

العاقرِ حتى الشيخوخة.”

وبسمةٌ، وغصّةٌ، وَ:

“أحمد الله، لستُ شجرةً تُثمرُ علقما

ولا تينةً ذوتْ من لعنةٍ حتى الورق.

إن لمْ أكنْ أمّاً تلد

فلستُ بجلّاد يَحْرمُ الأمَّ وليداً خُلِق.”

عاقرٌ، ما همّ؟

أما تحنو على الصغار بحبّ؟

أيُّ أمٍّ أحبّتْ أطفالَها

حبَّ يسوع يلفظ البركة؟

وعاقرٌ بعدُ، من قال؟

إنّما هي من الحورِ الحسان

حلمِ المؤمن؛

فإنْ لمْ تلدْ، فلا لعقمٍ

بل منحةً من الأرباب:

أن تنعمَ باللذةِ

الخصبةِ خصبَ المتئِمات

ليلةً بعد ليلةٍ بعد ليلة،

حتى إذا أقبل الفجرُ

ترامتْ بين ذراعيه بكرا،

تعرفُ من سرائر الخلق ما لا تعرفُ الأمّهات.