كذا يمحي الشوق في أوجه

كذا يمّحي الشوقُ في أوْجِهِ،

وتنهارُ في ملئها آباد؟

كذا تخمدُ الجذوةُ حمراءَ،

ويُعْتَصرُ الهناءُ في لذعةٍ وحيد؟

سعيرٌ فيَّ كان يتأجّج،

وأمواهٌ تعجُّ، وبركانٌ يثور –

ما كان فيكِ:

فأخمدتِ اللهيبَ، وما اختمدتِ،

وتقبّلْتِ الحمم، وشيءٌ فيكِ لمْ يندثرْ،

واحتضنْتِ السيول،

وكأنّكِ نديمٌ يَعُبُّ من كفِّ ساقي؟

وهبتُكِ أغلى كنوزي،

فاحتقرْتِها بصمتٍ موجعِ؛

ولمحتُها شاحبةً عليكِ،

فاحتقرتُها أنا، واحتقرتُني.

كَبُرْتِ، وذللتُ

وتضاحكتْ في الجدارِ المرايا.

جئتُكِ أحجُّ، فأعدتِني

شوقي نفورٌ وإيماني هباء

(في المعبدِ القدسُ أم في العابدِ؟)

وفي الباب التقيت –

أهُو القلقُ الذي خلّفت؟

وعدتُ عليه أتّكي

وعلى رفيقي الجديدِ، الندم.

كذا يكونُ الرحيل:

مطهرَ أمانيٍّ وارتياب

فرعْشةَ نعيمٍ

تمّحي في جحيمٍ سرمدي؟