كطول القصيد عمرك

كطولِ القصيدِ عمرُكِ،

يا خمرةً حَلَتْ ولمّا تَعتّق.

بالأمسِ كنتِ سماءً صافية،

وإذا بكِ، في غفلةٍ رحيم،

غيرُ ما أنتِ،

وإذا في كلّ بقعةٍ من السماء

نجومٌ ونجوم

وتباشيرُ قميرٍ تلوح.

هذي النجومُ البواكر

منها تُحاكُ البراءة؛

إنْ وشوشتْها ضحىً أخواتٌ عوانس،

جهلتْ، خجلاتٍ، ما يُشاع.

كُلُّكِ اليومَ انطلاق:

قهرتِ كانونَ، وما قنعْتِ بنيسانَ هذا

(تباركَ، تباركَ نيسانُ هذا)

وكأنَّكِ تبغينَ قطفَ حزيرانَ اقتطافا.

أنا، يا صغيرةُ، أخشاكِ

وأخشى غداً

شَدْوُكِ فيه حرامٌ على أذنيّ الهرمتين،

ولمعانُ نجومِكِ يصعقُ في عينيّ نوراً خبا.

كطولِ القصيد عُمرُكِ،

وكطولِ اذِّكارِهِ اذِّكارُكِ.