هذا الشبح الذي يلازمني

هذا الشبحُ الذي يُلازمني

وعرفْتُهُ مُذْ عرفتُ الحياة،

أما من وطنٍ يناديه في السُبات

فيهجرني إليه؟

أما من زعيق بوقٍ فيُلبّي الزعيق؟

أما من معبدٍ فيلبس المسوح؟

أما من ارتعاش قَدٍّ

فيتلوّى، في خلوةٍ، ساعةً في المساء؟

مزّقتُ جواز السفر

إذ رأستُ رسمَهُ فيهِ معي،

بدّلْتُ اسميَ إذ انتحلَهُ،

أنكرتُ وطني يوم انتمى معي لحزبٍ فيه.

هربتُ، اختفيتُ،

التجأتُ لكهفٍ نهاراً

وتسلّلتُ ليلاً للقفار،

أرخيتُ لحيتي،

ضربتُ في وجهي الوشم؛

وفي بلدٍ غريب

تمدّدتُ مرتاحاً وابتسمت.

وانتصبَ في وجهي وقهقه.

معي حين أراهُ،

وحين لا أراهُ

كحُرْدَبَّةٍ معي.

إلى أين؟

إلى أينَ، أيّها الظلُّ

الذي رأيتُهُ حتى في الظهيرة؟

إلى أينَ، أيها الشبحُ المُلازِمي،

الذي رأيتُهُ ينتظرني بهدوءٍ

بين طيّاتِ المياه

حين التجأتُ بجنونٍ

إلى الصخرة المثقوبة؟