أشباح الرجال

كان إحساساً عميقاً لا يسمّى

مبهماً يبعثُ فينا

غبطةً نشوى وأَمْنا

دافئاً يحبو على الأعصابِ

يغفو مطمئنّا

تذكرينْ؟

زائرٌ من غير ميعادٍ أتانا

لم يكن يحمل في الكفّينِ

تبرًا أو جُمانا

يحمل النمنمة السكرى

يَدُعُّ الأكبدَ الظمأى حنانا

تذكرينْ؟

مسَحَ الأحزانَ عنَّا

ثم ضاع اليومَ منا

ضاع منا

حين غشَّى أفقَنا غيمُ ارتيابْ

وتلعثمتِ بذعرٍ واضطرابْ

أعتمتْ عيناكِ من كلِّ بريقْ

وتبدَّتْ صورُ الماضي العتيقْ

تتلوى خلف أهدابكِ

أشباحُ الرجالْ

وأنا أصرخ تكذيباً لعينيَّ مُحالْ

لحظةٌ مضنيةُ الصمتِ

هوى نجمي تلاشى لزوالْ

والمروجُ الخضرُ بالأمس تعرّتْ

واستحالت ليبابْ

فإذا صدركِ أخوَى من خرابْ

وإذا أنتِ

كقبرٍ متداعٍ تحت أطباق التُّرابْ